أضرار هوائيات الهواتف الخليوية ما زالت محل نقاش وخلاف واسع ومتواصل بين الشركات الثلاث التي تجنّد المختصين كي يطرحوا اراءَهم المبنية على نظريات علمية مدروسة- وبين المواطنين العاديين الذين لا يقنعهم كلام الخبراء ولديهم قناعات راسخة بأن معظم حالات السرطان التي تسجل في البلاد ناجمة عن الهوائيات المسرطنة التابعة للشركات الخليوية.
نظمت في الكثير من البلدات العربية واليهودية مظاهرات واحتجاجات ضد الهوائيات...
وقد نظمت في الكثير من البلدات، العربية واليهودية، مظاهرات واحتجاجات ضد الهوائيات، واحيانًا نجح المحتجون في ازالتها وتحطيمها، ومن ابرز الأمثلة على ذلك الاحتجاج "العنيد" المتواصل الذي بادر اليه موظفو وزارة الداخلية في مجمع المكاتب الحكومية في الناصرة حيث أثمرت احتجاجاتهم وغادروا المبنى كليًا وانتقلوا للعمل في العفولة وغيرها بسبب اصرارهم على ان اصابة أكثر من 15 موظفًا بالسرطان نجمت عن الاشعاعات المنبعثة من الانتينات والهوائيات الضخمة المنصوبة فوق المبنى الذي كانوا يعملون فيه.
وفي الأسبوع الماضي نجح السكان في حي"هاريونا" في نتسيرت عيليت بازالة هوائية كبيرة كانت منصوبة بجوارهم بعد احتجاجات متواصلة. واليوم تفاجئنا الارقام الجديدة بأن الانتينات الخليوية قد ارتفع عددها خلال الاربع سنوات الماضية بنسبة 45 بالمئة مما يعني حسب اعتقاد المواطنين المقيمين بجوار هذه الانتينات انهم معرضون للأصابة بمرض السرطان.إلا أن شركات الهواتف الخليوية حظيت هذه المرة بدعم غير متوقع من جهة رسمية هي وزارة جودة البيئة، كي تنضم الى ما تردده الشركات عن أن كثرة الانتينات تخفف من اضرارها- لكن كيف؟
يدعي خبراء الشركات المذكورة بأن الأشعاعات الصادرة عن الهواتف الخليوية تزداد عندما تجهد نفسها بالتقاط المكالمات بسبب ضعف الاستقبال لقلّة الانتينات التي تساعد على الاستقبال بصورة واضحة ومريحة، وهم بذلك انما يقصدون أقناع الناس بانه كلما زاد عدد الانتينات وتيسر الاستقبال بصورة مريحة - كلما قلت الاشعاعات الصادرة عن الأجهزة الخليوية وبذلك يقل ضررها. أنها مسألة علمية فيها نظر ولم تثبت صحتها (ولا خطأها) حتى الآن والناس يعتقدون بأن من مصلحة الشركات الخليوية وخبرائها الترويج لمثل هذه النظرية لكي يتحولوا (الناس) من تنظيم مظاهرات معارضة للهوائيات الى مظاهرات تطالب بزيادة اعدادها!
كما أن وقوف وزارة البيئة المفترض أن تعمل على تخفيف الاضرار البيئية الى جانب رأي الشركات الخليوية يعطيه بعض المصداقية. ولكن الناس ما زالوا مقتنعين بضرر الهوائيات وينتظرون رأيًا محايدًا يشفي غليلهم ويطمئنهم على صحتهم وصحة اولادهم ،وستبقى جولات وجولات تدور بين السكان الذين يحتجون ويطالبون بأزالة كل هوائية جديدة تنصب بالقرب من بيوتهم والصراع لن ينتهي حتى لو صدرت عشرات التقارير المطمئنة من وزارة البيئة التي يشك الناس في ان لها مصلحة بالوقوف الى جانب الشركات الخليوية ذات النفوذ الواسع والامكانيات المالية الضخمة وليس الى جانب الناس الضعفاء الذين يصرون على موقفه