( لا إله إلا الله ) ...

أعظم الكلمات ، وأهم المهمات ، بها قامت الأرض والسماوات ، أنزل الله لأجلها الكتب وبعث لتحقيقها الرسل ، وانقسم الناس في الإيمان بها إلي فريقين : موحدين لهم من الله الثواب ومشركين لهم من الله النكال والعقاب .
هذه الكلمة هي كلمة التوحيد : من تلفظ بها دخل في الإسلام وعصم دمه وماله واستحق الأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة ، ومن نابذها العداء استحق العقاب والخوف في الدنيا والآخرة كما قال صلى الله عليه وسلم
( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله عصم دمه وماله وحسابه على الله )
وقد أحاط الله هذه الكلمة العظيمة بشروط مهمة لا بد من معرفتها والإيمان بها لأنه لا يصح الإيمان بهذه الكلمة إلا إذا كان الإنسان علما بمعناها عاملا بمقتضاها وهذا الشروط مجموعة في قول الناظم
علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما دون الإله من الأوثان قد ألها
هذه الكلمة العظيمة عندما تمسك بها السابقون الأولون من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان دانت لهم الأمم ودالت لهم السيادة والريادة وأصبحوا أمة واحدة تأتمر بأمر ربها وتقتدي برسولها وتعظم أمر دينها .
وعندما قصر الناس في فهم هذه الكلمة وما دلت عليه من الدلائل العظيمة وقعت في العظائم والكبائر ما بين مفرط جاف وما بين غال متشدد.
وإذا أردنا لهذه الأمة أن تعود من جديد فعليها أولا أن تعظم شأن التوحيد وأن تجعله على رأس ما تدعو إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ : إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله )
إن الأمة إذا عادت إلى التوحيد وجعلته واقعا يتحاكمون إليه ويدينون به واختفت مظاهر الشرك وحل مكانها التوحيد الخالص هنا يسعد الناس وتعيش البشرية في طمأنينة ورخاء كما عاش الأولون
وطريق ذلك يحصل بأمور :
1- الدعوة إلى التوحيد وتبيين أهميته.
2- تبيين فضائله وثمراته ترغيبا للناس في إتباعه .
3- التحذير من الشرك وتبيين مساوئه وخطورته على الأفراد والأمم .
4- أن نجعل التوحيد واقعا نتحاكم إليه في كل شأن من شئون حياتنا فما وافق العقيدة الصحيحة أخذنا به ، وما خالف صفاء هذه العقيدة تركناه وحذرنا منه .
ولنمثل لذلك بشرط من شروط التوحيد وكيفية تطبيقه في واقع حياتنا ، هذا الشرط هو ( اليقين المنافي للشك )
إذا أيقن الإنسان بربوبية الله وألوهيته وآمن بأسمائه وصفاته قاده ذلك إلى أمور عظيمة منها :
- التوكل عليه والاعتماد عليه في كل أمر من أمور الحياة فإذا توكل عليه اطمأن قلبه وانشرح صدره
- اليقين بأن النصر من الله ، وأن الله مع عباده الموحدين بنصره وتأييده وتوفيقه ، فإذا حصل هذا اليقين تقدمت الأمة وعلا شأنها لأنها لا تستمد النصر من الأسباب الأرضية ، وإنما تتعلق بالله الذي خلق كل شيء والذي بيده ملكوت كل شيء والذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون .
- الخوف من الله وحده والتعلق بالله وحده لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن الرزق محفوظ ، وأن الأجل محدود ، فلا يحزن على ما فاته ولا يخاف من المستقبل لأن قلبه تعلق بالله وأيقن به وأطمأن إليه .
فما أعظم هذه الكلمة ، وما أجل شأنها ، وما أحسن شروطها ، وما أبهى آثارها
كيف لا تكون كذلك ، وهي الكلمة التي دلت على ألوهية الله وعلى كماله وجماله وجلاله وفضله وإحسانه
اللهم اجعلنا من أهل هذه الكلمة المخلصين الموحدين ..... آمين يارب العالمين
آمين آمين لا أرضى بواحدة ويرحم الله عبدا قال آمين